القويسة، القصعين، المريمية، عيزقان، سالمية..الخ، تسميات لنبتة واحدة، باتت تشكل سلعة دسمة في مدخولها، ويتهافت على قطافها وبيعها، عدد كبير من محدودي الدخل، وجدوا في النبتة مدخولا اضافيا هاما لهم.
يتنقل هؤلاء الأشخاص، مع عدد من افراد عائلاتهم، ومنهم من يأتي بعمال، لجمع القصعين، ونقله على سيارت اوفي شاحنات بيك اب صغبرة، ثم يبيعونها بواسطة سماسرة، يتولون نقلها الى الخارج خاصة الى الأردن ومنه الى الدول المجاورة له لتصنيع أدوية غالية الثمن كما يشاع.
طريقة تعاطي هؤلاء الأشخاص مع النبتة سيئة للغاية، لعدم التزامهم بالحصول على رخصة مسبقة، من وزارة الزراعة، وعدم مراعاتهم لشروط قطافها، ان لناحية التوقيت، ام كيفية قطعها، دون الحاق الضرر بها، حيث بدأت تتناقص مساحات النباتات البرية، خاصة القصعين والصعتر.
في بينو تنبهت البلدية لهذه المشكلة منذ عدة سنوات، وكلفت ناطورين، تمكنوا من ضبط هذه المشكلة بنسبة مقبولة، ولاحقا وبمساندة من شرطة البلدية فقد تم وضع حد لهذه التعديات، ومصادرة كميات القصعين، واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الفاعلين.
فما هو السر في هذه النبتة؟
نقل موقع دويتشية فيلي الإلماني ان "نبتة القصعين (الميرمية أو السالمية) نبتة عشبية عطرية ذات خصائص طبية مميزة وواسعة الانتشار في أرجاء العالم المشمسة. وتستخدم عشبة القصعين في تصنيع الأدوية لما تحتوي عليه من مركبات كيميائية و زيوت وأملاح معدنية و فيتامينات معروفة بقدرتها على الوقاية من الأمراض وتنشيط الصحة العامة. كما أن شاي نبتة القصعين يساعد على التركيز حيث كان الأطباء العرب يستخدمونه في القرن العاشر بانتظام لزيادة قدراتهم الذهنية، وتعرف الصينيون على فوائد هذه النبتة أيضا وكانوا يقايضون صندوقا من القصعين المجفف مقابل ثلاثة صناديق من الشاي الأسود، حيث كانوا يستخدمون القصعين كدواء ومزيل لرائحة العرق وأيضا كمادة حافظة".
وتنقل مواقع الكترونية اسطورة عن تسمية القصعين بعشبة مريم جاء فيها:" يحكى آن صبيا أصيب بالحمى وعجز الطب عن شفائه، تضرعت والدته إلى العذراء مريم طالبة منها الشفاء لولدها، فاستجابت لطلب الوالدة فظهرت لها في المنام وآمرتها أن تسقي ابنها شاي القصعين ، نفذت آلام ما أمرت به فاشفي الصبي، ومن ذلك الوقت سميت( حشيشة مريم) ثم مريمية".
اعطاء التسمية بعدا دينيا، لم يتوقف عند الأسطورة فقط ، ففي بينو اعتبر الناس ان القويسة نبتة مقدسة، فكانوا يقطفونها من ضهر نص العالي، باقات في ليلة الغطاس، ويعلقونها على الجدار الخاجي للمنزل، ريثما يقوم الخوري برش الماء المقدس في اليوم التالي، بعده يعمد الناس الى رش منقوع باقة القويسة داخل المنزل، لرائحته الزكية ولطرد الحشرات.
ويذكر البعض انه يكاد لا يخلو منزل في بينو من ركوة قويسة، لشرب مستخلصها الذي يفيد في معالجة اوجاع البطن والرشح، ولكن بكميات قليلة مخافة ارتفاع ضغط الدم ومشاكل اخرى يمكن ان يسببها الافراط بتناوله.
وهناك من يلجا الى تنقية الهواء داخل المنزل وتطهيره من كلّ الجراثيم والبكتيريا من خلال لف بضعة أوراق من المريمية الجافّة، وإشعالها داخل المنزل (مع فتح نوافذ المنزل) ثم تطفا الشعلة ويترك الدخان يتصاعد، تماماً كالبخور.